الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد, الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فرض على المسلم القادر مرة واحدة في العمر. قال الله تعالى في كتابه الكريم:
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج: 27). أي أن الله سبحانه وتعالى قد أمر المسلمين بالحج وأعلنه فريضة عليهم، ويجب عليهم أداء مناسك الحج بالترتيب الصحيح وفقًا لما ورد في الكتاب والسنة.
في هذا المقال، سنتناول مناسك الحج بالترتيب الصحيح الذي يجب على كل حاج أن يتبعه ليؤدي هذه الفريضة على أكمل وجه. سنعتمد في الشرح على الأدلة الشرعية الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بالإضافة إلى أقوال الصحابة والتابعين، لتوضيح كيفية أداء كل ركن وواجب من واجبات الحج.
ولقد وردت العديد من الأحاديث الشريفة التي تناولت فريضة الحج وأوضحت أحكامها وآدابها، كما بيّنت السنة النبوية الكريمة كيفية أداء مناسكها على الوجه الصحيح. هذه الأحاديث تعد مرجعية هامة لكل مسلم يسعى للقيام بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام. وفي هذا السياق، سأذكر بعضًا من هذه الأحاديث المباركة التي تحمل بين طياتها الدروس والعبر، وذلك في الفقرة التالية بإذن الله تعالى.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد الحجَّ فليتعجَّلْ فإنَّهُ قد يمرضُ المريضُ وتضلُّ الضالَّةُ وتعرِضُ الحاجَةُ) الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 2349 | خلاصة حكم المحدث : حسن | التخريج : أخرجه أبو داود (1732) مختصراً، وابن ماجه (2883)، وأحمد (1834) واللفظ لهما.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الغازي في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، والحاجُّ ، والمعتمِرُ ، وفْدُ اللهِ دعاهم فأجابوهٌ ، وسألُوهُ فأعطاهم) المصدر: صحيح الجامع الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني خلاصة حكمه: صحيح. صحيح الجامع – رقم الحديث أو الصفحة: 4171 – أخرجه ابن ماجة (2893 )، وابن حبان (4613 )، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (12/ 422) (13556 ).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ.) الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 26 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (83) باختلاف يسير.

وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: (يَا رَسولَ اللَّهِ، نَرَى الجِهَادَ أفْضَلَ العَمَلِ، أفلا نُجَاهِدُ؟ قالَ: لَا، لَكِنَّ أفْضَلَ الجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ). الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1520 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (1520).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ). الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1521 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (1521) واللفظ له، ومسلم (1350).
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟) الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1348 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (1348).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ). الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1773 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (1773)، ومسلم (1349).
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ). الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 2630 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (810)، والنسائي (2631) واللفظ له، وأحمد (3669).
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمٍ يلبِّي إلَّا لبَّى من عن يمينِه أو عن شمالِه من حجرٍ أو شجرٍ أو مدرٍ حتَّى تَنقطعَ الأرضُ من هاهنا وَهاهنا). الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 828 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (828) واللفظ له، وابن ماجه (2921) باختلاف يسير.
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جاءَني جبريلُ فقالَ يا محمَّدُ مُر أصحابَكَ فليَرفَعوا أصواتَهُم بالتَّلبيةِ فإنَّها مِن شعارِ الحجِّ). الراوي : زيد بن خالد الجهني | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 2382 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه ابن ماجه (2923)، وأحمد (21678)، والبزار (3763)، وابن حبان (3803) واللفظ لهم جميعا. وفي نفس الحديث:عن السائب بن خلاد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريلُ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فأمرني أن آمرَ أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتَهم بالإِهلالِ أو قالَ بالتَّلبيةِ يريدُ أحدَهما). الراوي : السائب بن خلاد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 1814 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه أبو داود (1814)، والترمذي (829)، وابن ماجه (2922).
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سُئل: أيُّ الحجِّ أفضلُ ؟ قال: ( العجُّ والثجُّ ). الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 827 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (827) واللفظ له، وابن ماجه (2924) باختلاف يسير. ومعنى (العج) رفع الصوت بالتلبية، و(الثج) نحر البُدن.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن طاف بِهَذا البيتِ أسبوعًا يُحصيهِ، فيُصلِّي رَكْعتينِ كانَ كعِتقِ رقَبةٍ، وما وضَعَ رجلٌ قدمًا، ولا رفَعها ؛ إلَّا كتبَ اللَّهُ لهُ بِها حسَنةً، ومحا عنه بها سيِّئةً، ورفع لهُ بِها درجةً). الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 2513 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (959)، وأحمد (4462) باختلاف يسير، وابن ماجه (2956) مختصراً باختلاف يسير.
وعن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ ، و الركنَ اليمانيَّ ، يحُطَّان الخطايا حطًّا). الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 2194 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (959) بنحوه مطولاً، والنسائي (2919) مطولاً باختلاف يسير، والطبراني (12/389) (13438) واللفظ له.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (قال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في الحَجَرِ واللهِ ليبعثنَّه اللهُ يومَ القيامةِ ، له عينانِ يبصرُ بهما ، ولسانٌ ينطقُ به ، يشهدُ علَى مَنْ استلمَه بحقٍّ). الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 961 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (961) واللفظ له، وابن ماجه (2944)، وأحمد (2215).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ). الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 877 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (877) واللفظ له، وأحمد (2795).
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ الركنَ و المقامَ ياقوتتان من الجنَّةِ ، طمس اللهُ تعالى نورَهما ، و لو لم يَطمِسْ نورَهما لأضاءَتا ما بين المشرقِ و المغربِ). الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1633 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه الترمذي (878)، وأحمد (7000) باختلاف يسير.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (رحمَ اللَّهُ المحلِّقينَ قالوا والمقصِّرينَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ رحمَ اللَّهُ المحلِّقينَ قالوا والمقصِّرينَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ رحمَ اللَّهُ المحلِّقينَ قالوا والمقصِّرينَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ والمقصِّرين). الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 2487 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (1727) بنحوه، ومسلم (1301) واللفظ له.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ماءُ زمزمٍ لما شُرِبَ له). الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : مناسك الحج والعمرة الصفحة أو الرقم: 24 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه ابن ماجه (3062)، وأحمد (14849).
ما هي مناسك الحج؟
مناسك الحج هي الطقوس والعبادات التي يؤديها المسلم في موسم الحج بمكة المكرمة، بدءًا من الإحرام حتى نهاية الحج. وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه.” الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1297 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه أبو داود (1970)، وأحمد (15041) واللفظ لهما، وابن خزيمة (2877) باختلاف يسير.
كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون حياتهم، لا سيما في العبادات. ومن أبرز هذه العبادات فريضة الحج، التي تُؤخذ أركانها وسننها وآدابها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي فصّل ما أجمله القرآن الكريم.
في هذا الحديث، يروي الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه شاهد النبي صلى الله عليه وسلم في حجته الأخيرة، وهي في السنة العاشرة من الهجرة، وهو يرمي جمرة العقبة راكبًا على ناقته في يوم النحر، أي في العاشر من شهر ذي الحجة. وكان رميه صلى الله عليه وسلم وهو راكبًا بمثابة تعليم للناس، حيث كان يقول لهم: “لتأخذوا مناسككم”، أي تعلموا مني واحفظوا الأحكام التي بينتها في حجي، سواء الأقوال أو الأفعال. فخُذوا ذلك عني وطبقوه، وعلّموا الناس به. وقد بيّن صلى الله عليه وسلم سبب ذلك بقوله: “فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه”، وهو إشارة إلى وداعه لهم وإعلامهم بقرب وفاته، وكذلك تحفيزهم على الاستفادة من فرصة ملازمته لتعلم أمور دينهم.
وفي الحديث أيضًا، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأن تأخذ دينها منه، ولا تتبع أهواءها، بل تلتزم بما شرع لها.
وقد ورد في القرآن الكريم أيضًا:
{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)} (آل عمران: 196– 202).
الترتيب الصحيح لأداء مناسك الحج
يجب على المسلم أن يؤدي مناسك الحج بالترتيب الذي جاء في السنة النبوية، وذلك حتى يحقق مقصد الحج بشكل صحيح. لنبدأ الآن بالحديث عن الترتيب الصحيح للمناسك.
1. الإحرام
الإحرام هو أول مناسك الحج، وهو من أعظم شعائر الحج التي يجب على المسلم أن يبدأ بها عند دخوله في النية لأداء الفريضة. وقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ.” الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 54 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (1907) باختلاف يسير.
ومن هنا، يجب أن ينوي المسلم أداء الحج ويُحرم من الميقات المحدد له، وهو أمر متفق عليه بين العلماء. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “وقت النبي ﷺ لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمهله من أهله حتى أهل مكة يهلون من مكة.” رواه البخاري في (الحج) باب مهل أهل مكة للحج والعمرة برقم 1524، ومسلم في (الحج) باب مواقيت الحج والعمرة برقم 1181.
ومن حكم الإحرام أنه يُحرّم على المسلم أثناءه بعض الأمور مثل الطيب والجماع، وغيرها من المحظورات التي لا يجوز فعلها أثناء أداء مناسك الحج.
2. الطواف حول الكعبة
بعد الإحرام، يأتي ركن الطواف حول الكعبة المشرفة. وقال الله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (الحج: 26). وهذا يدل على أهمية الطواف كركن من أركان الحج، حيث يطوف الحاج حول الكعبة سبع مرات، يبدأ من الحجر الأسود، ويختم الطواف عنده. وطواف الوداع فرض على الصحيح من أقوال العلماء؛ لقول النبي ﷺ: “عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ”. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2002 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه أبو داود (2002) واللفظ له، وأخرجه مسلم (1327) باختلاف يسير.
وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنٍ مَعَهُ، وَيُقَبِّلُ الْمِحْجَنَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
3. السعي بين الصفا والمروة
بعد الطواف، يأتي السعي بين الصفا والمروة. قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 158).
ان السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج منذ زمن إبراهيم عليه السلام؛ تذكيراً بنعمة الله على هاجَر وابنها إسماعيل، إذ أنقذه الله من العطش، كما ثبت ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفيه: (…فانطلقتْ كراهية أن تنظر إليه -ابنها- فوجدتْ الصفا أقرب جبل يليها فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى من أحد، فلم تر أحدًا، فهبطت من الصفا وأتت المروة، فقامت عليها، فنظرت هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فلذلك سعى الناس بينهما) رواه البخاري. ويجب على المسلم أن يسعى بين هذين الجبلين سبع مرات كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.
وعند البخاري أيضًا من حديث أنس بن مالك، وقد سُئل عن الصفا والمروة، فقال: (كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ}. وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به؛ استدلالاً بهذه الآية، وبفعله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ففي “صحيح مسلم” من حديث جابر يصف فيه حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (…ولما فرغ من طوافه بالبيت عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من باب الصفا، وهو يقول: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} ثم قال: أبدأ بما بدأ الله به). وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام، قوله: (لتأخذوا عني مناسككم) رواه مسلم.
وروى الإمام أحمد في “المسند”، عن ابن محيصن رضي الله عنه، قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه، وهو وراءهم وهو يسعى، حتى أرى ركبتيه من شدة السعي، يدور به إزاره وهو يقول: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي). (سند حسن).
4. الوقوف بعرفة
يعد الوقوف بعرفة من أهم أركان الحج، وهو ركن لا يصح الحج إلا به. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة” (رواه الترمذي).
معنى هذا عند أهل العلم هو أن الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم في الحج. فإذا فات الحاج هذا الركن، فقد فاته الحج. ويكون الوقوف بعرفة في يوم التاسع من ذي الحجة، بعد الزوال، ويجدر بالحاج أن يقف في عرفة في ذلك اليوم، ولو لفترة قصيرة، أو حتى في الليل قبل الفجر من ليلة العيد، أي ليلة النحر. ومن وقف في هذا الوقت، سواء كان بعد الزوال أو العصر أو المغرب أو العشاء، حتى طلوع الفجر، فقد أدرك الحج. وهذا يشمل الفترة من الزوال إلى طلوع الفجر ليلة العيد، أي أن كامل هذه الفترة هي وقت الوقوف في عرفة.
إذا كان الحاج قد أتى من الميقات محرمًا بنية الحج، فإنه في تلك الحالة قد أدرك الحج. وعليه بعد ذلك أن يؤدي بقية الأعمال من المبيت في مزدلفة ورمي الجمار يوم العيد والطواف والسعي، وغيرها من الأعمال المتعلقة بالحج. وفي حالة الإحرام بالعمرة مع الحج، يجب عليه أن يذبح هديًا في مكة للفقراء. مع أن كل هذه الأعمال مهمة، إلا أن الركن الأعظم في الحج هو الوقوف بعرفة، ومن لم يوفقه الله للوقوف في عرفة فقد فاته الحج.
الركن الثاني في الحج هو الطواف حول الكعبة، والركن الثالث هو السعي بين الصفا والمروة. الركن الرابع هو الإحرام، أي النية بالدخول في الحج أو العمرة. يجب على الحاج أن ينوي الإحرام من الميقات الذي يمر به أولًا عند قدومه من بلده. يجب أن يكون الإحرام من الميقات، كما أن نية القلب بالإحرام من الحج أو العمرة هي ركن أساسي.
وبعد ذلك يأتي الركن الثاني وهو الوقوف بعرفة، ثم الركن الثالث وهو الطواف بعد نزول الحجاج من عرفة، والركن الرابع هو السعي، والذي يجب على كل من القارن والمفرد والمتمتع القيام به. أما المتمتع، فعليه السعي مرتين؛ مرة في العمرة قبل الحج، ومرة ثانية في الحج.
ففي سنن الترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم أن ناسا من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فسألوه، فأمر مناديا فنادى الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج. قال الشيخ الألباني: صحيح.
5. رمي الجمار
رمي الجمار هو رمي الحجاج لثلاث جمار في أيام التشريق، ويمثل رمزًا لطرد الشيطان. والرمي يبدأ بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، وترمى كل واحدة منها بسبع حصيات، والمستحب أن يكبر عند كل حجر، ثم الدعاء بعد رمي الصغرى والوسطى، قال الخرقي: فإذا كان من الغد وزالت الشمس رمى الجمرة الأولى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف عندها ويرمي ويدعو، ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات يكبر أيضاً ويدعو، ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات، ولا يقف عندها.
إن الله جل جلاله، الحكيم في أفعاله، العليم بما يشرع، قد سنّ للمسلمين رمي الجمار في الحج، تأسّيًا بنبيهم محمد ﷺ، واتباعًا لهديه العملي في أداء المناسك. فقد جاء في حجة الوداع أن النبي ﷺ ابتدأ رمي الجمار يوم النحر، حيث رمى جمرة العقبة فقط، وهي الجمرة الأقرب إلى مكة، بسبع حصيات، مكبرًا مع كل واحدة منها.
ثم واصل ﷺ الرمي في أيام التشريق الثلاثة – وهي الحادي عشر، الثاني عشر، والثالث عشر – حيث رمى الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس، كل واحدة بسبع حصيات، يكبر مع كل رمية. وقال عليه الصلاة والسلام أثناء أداء المناسك: “خذوا عني مناسككم”، دعوة صريحة للأمة أن تتبع أفعاله وأقواله في شعائر الحج، وهذا دليل واضح على مشروعية الرمي.
ومن أتم الرمي في جميع هذه الأيام الأربعة، يكون قد رمى ما مجموعه سبعون حصاة. ويُبدأ برمي جمرة العقبة يوم العيد بعد طلوع الشمس، ويمتد وقت الرمي حتى غروبها، ويُستحب أن يُكبّر مع كل حصاة، اقتداءً بالنبي ﷺ. ويُجزئ الرمي بعد منتصف الليل من ليلة العيد، لا سيما للضعفاء وكبار السن، أما القادرون فالأفضل لهم الرمي بعد ارتفاع الشمس، كما فعل ﷺ، ولو رمى أحدهم بعد الظهر أو العصر فلا حرج في ذلك.
كما أن من لم يتمكن من الرمي في النهار، جاز له الرمي ليلًا بعد غروب الشمس، إلى آخر الليل، في الأرجح من قولي العلماء. أما في أيام التشريق، فإن الرمي لا يكون إلا بعد الزوال، اتباعًا لهديه ﷺ، ولا يصح قبل ذلك. ويمتد وقت الرمي إلى غروب الشمس، ومن عجز أو لم يتيسر له الرمي خلال هذا الوقت، جاز له أن يرمي بعد الغروب في تلك الليلة، وهو قول قوي معتبر عند أهل العلم، خاصة عند تزاحم الحجاج وضيق الوقت.
وقد أشار بعض أهل العلم إلى أن من الحكم في رمي الجمار إذلال الشيطان وإهانته، اقتداءً بإبراهيم عليه السلام، حين اعترضه الشيطان أثناء توجهه لتنفيذ أمر الله بذبح ابنه إسماعيل. ومع ذلك، فإن الأصل في التشريع أن يُبنى على الدليل، فإن ثبتت الحكمة بنص صحيح من الكتاب أو السنة، فذاك خير على خير، وإن لم تظهر العلة، فإن المسلم يُسلّم لأمر الله، ويثق في حكمته، لعلمه بأن الله عز وجل لا يشرع شيئًا عبثًا، بل كل أمره قائم على الحكمة البالغة، والرحمة الواسعة، والعلم المحيط.
كما قال تعالى: “إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ“ [الأنعام: 83]، وقال أيضًا: “إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا“ [النساء: 24]. فالله جل وعلا يشرع لعباده عن علمٍ محيط، وحكمةٍ كاملة، وقدرةٍ تامة، لا يفعل شيئًا سُدى، ولا يأمر بشيء إلا لحكمة وإن خفيت علينا. وهكذا ينبغي على كل مؤمن أن يعتقد أن أحكام الشريعة كلها قائمة على الخير والحكمة، ومنها هذه الشعيرة العظيمة: رمي الجمار.
6. الحلق والتقصير
بعد رمي الجمار، يأتي حَلْقُ شَعْرِ الرَّأسِ أو تقصيرُه واجبٌ من واجباتِ الحجِّ والعُمْرةِ، وهو مَذهَبُ الجُمْهورِ: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والحَنابِلة. قال تعالى: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) [الفتح: 27].
عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بيْنَهُ وبيْنَ البَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ، وحَلَقَ رَأْسَهُ بالحُدَيْبِيَةِ، وقَاضَاهُمْ علَى أنْ يَعْتَمِرَ العَامَ المُقْبِلَ، ولَا يَحْمِلَ سِلَاحًا عليهم إلَّا سُيُوفًا، ولَا يُقِيمَ بهَا إلَّا ما أحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كما كانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أقَامَ بهَا ثَلَاثًا أمَرُوهُ أنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ.” الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 2701 خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : من أفراد البخاري على مسلم.
عن عبدِ الله بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما “أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حلَقَ رأسَه في حَجَّةِ الوداع”رواه البخاري (4410)، ومسلم (1304)، وقد قال عليه الصَّلاة والسلامُ: “لِتَأخُذوا مناسِكَكم” رواه مسلم (1297) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.، مع كونِ فِعْلِه وقعَ بيانًا لمُجمَلِ الكتابِ.
وجاء في الموسوعة الفقهية: “الْحَلْقُ لِلتَّحَلُّل مِنَ الإْحْرَامِ يَرَى الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ فِي أَظْهَرِ الْقَوْلَيْنِ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى ظَاهِرِ الْمَذْهَبِ أَنَّ الْحَلْقَ أَوِ التَّقْصِيرَ نُسُكٌ فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَلاَ يَحْصُل التَّحَلُّل فِي الْعُمْرَةِ وَالتَّحَلُّل الأْكْبَرُ فِي الْحَجِّ إِلاَّ مَعَ الْحَلْقِ، وَقَال الشَّافِعِيَّةُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ ـ وَهُوَ خِلاَفُ الأْظْهَرِ ـ وَأَحْمَدُ فِي قَوْلٍ: إِنَّ الْحَلْقَ أَوِ التَّقْصِيرَ لَيْسَ بِنُسُكٍ، وَإِنَّمَا هُوَ إِطْلاَقٌ مِنْ مَحْظُورٍ كَانَ مُحَرَّمًا عَلَيْهِ بِالإْحْرَامِ فَأُطْلِقَ فِيهِ عِنْدَ الْحِل، كَاللِّبَاسِ وَالطِيبِ وَسَائِرِ مَحْظُورَاتِ الإْحْرَامِ، وَهَذَا مَا حَكَاهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي ثَوْرٍ وَأَبِي يُوسُفَ أَيْضًا, فَعَلَى هَذَا الاِتِّجَاهِ لاَ شَيْءَ عَلَى تَارِكِ الْحَلْقِ وَيَحْصُل التَّحَلُّل بِدُونِهِ, هَذَا وَلاَ تُؤْمَرُ الْمَرْأَةُ بِالْحَلْقِ، بَل تُقَصِّرُ؛ لِمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ حَلْقٌ وَإِنَّمَا عَلَيْهِنَّ التَّقْصِيرُ، وَرَوَى ـ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَى الْمَرْأَةَ أَنْ تَحْلِقَ رَأْسَهَا، وَلإِنَّ الْحَلْقَ لِلتَّحَلُّل فِي حَقِّ النِّسَاءِ بِدْعَةٌ وَفِيهِ مُثْلَةٌ، وَلِهَذَا لَمْ تَفْعَلْهُ وَاحِدَةٌ مِنْ نِسَاءِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..”
فأكثر أهل العلم إذا على أنه نسك، وقد اختلفوا هل هو واجب أو ركن, جاء في الموسوعة الفقهية أيضا:“…. ثُمَّ اخْتَلَفَ الْقَائِلُونَ بِكَوْنِ الْحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ مِنَ النُّسُكِ فِي اعْتِبَارِ الْحَلْقِ أَوِ التَّقْصِيرِ مِنْ وَاجِبَاتِ الْحَجِّ أَوْ أَرْكَانِهِ، فَيَرَى جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ ـ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ وَالشَّافِعِيَّةُ فِي قَوْلٍ ـ أَنَّهُ وَاجِبٌ مِنْ وَاجِبَاتِ الْحَجِّ، وَيَرَى الشَّافِعِيَّةُ فِي الْمَذْهَبِ أَنَّهُ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْحَجِّ، كَمَا اخْتَلَفُوا فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَجُوزُ تَأْخِيرُ الْحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ إِلَيْهِ وَفِيمَا يَجِبُ عَلَى تَأْخِيرِ الْحَلْقِ إِلَى مَا بَعْدَ أَيَّامِ النَّحْرِ.”
.
7. الطواف بعد الرمي – طواف الإفاضة
عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : “كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ” الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2002 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه أبو داود (2002) واللفظ له، وأخرجه مسلم (1327) باختلاف يسير.
من مناسك الحج: طواف الوداع، وهو الطواف الذي يؤديه الحاج في آخر أيامه بمكة قبل مغادرتها. وفي هذا السياق، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “كان الناس”، أي: بعد إتمام حجهم وقبل أن يطوفوا طواف الوداع “ينصرفون في كل وجه”، أي: يسلكون كل الطرق المتوجهة من مكة. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا ينفرن أحد”، أي: لا يخرج أحد من مكة “حتى يكون آخر عهده”، أي: آخر عمل له في مناسكه “الطواف بالبيت”، وهو طواف الوداع.
أركان الحج وواجباته وسننه
تنقسم أعمال الحج إلى ثلاثة أقسام أساسية: أركان، وواجبات، وسنن. كل قسم له أهمية خاصة في إتمام فريضة الحج بالطريقة الصحيحة. وفي هذا المقال سنستعرض أركان الحج وواجباته وسننه مع الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ليكون الحاج على دراية كاملة بكيفية أداء هذه المناسك بما يرضي الله تعالى.
أركان الحج
الحج له أربعة أركان رئيسية يجب على المسلم أن يؤديها جميعًا؛ فلا يصح الحج بدونها، ولا يمكن تعويض أي ركن بغيره. وهذه الأركان هي:
1. الإحرام
الإحرام هو النية لدخول النسك، ويُعتبر من الأركان الأساسية للحج. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ.” الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 54 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (1907) باختلاف يسير.
والمكان الذي يُحرم منه المسلم هو الميقات، والذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم في ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “وقت النبي ﷺ لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، ممن أراد الحج والعمرة، ومن كان دون ذلك فمهله من أهله حتى أهل مكة يهلون من مكة.” رواه البخاري في (الحج) باب مهل أهل مكة للحج والعمرة برقم 1524، ومسلم في (الحج) باب مواقيت الحج والعمرة برقم 1181.
2. الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم في الحج، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة” (رواه الترمذي).
ويتوجب على الحاج أن يقف بعرفة من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة حتى غروب الشمس، فمن وقف في هذا الوقت ولو لحظة واحدة، فقد أدرك هذا الركن من الحج.
وقد ثبت في الحديث الصحيح: “عن عروةَ بنِ مضرِّسٍ الطَّائيُّ قالَ : أتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالموقِفِ يعني بجَمْعٍ قُلتُ جئتُ يا رسولَ اللَّهِ من جبلِ طيِّئٍ أكْلَلتُ مَطيَّتي وأتعَبتُ نَفسي واللَّهِ ما ترَكْتُ من حَبْلٍ إلَّا وقَفتُ عليهِ فَهَل لي من حَجٍّ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من أدرَكَ معَنا هذهِ الصَّلاةَ وأتى عرفاتَ قبلَ ذلِكَ ليلًا أو نَهارًا فقد تمَّ حجُّهُ وقَضى تَفثَهُ” الراوي : عروة بن مضرس الطائي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 1950 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه أبو داود (1950)، واللفظ له، والترمذي (906)، وابن ماجه (3016)، وأحمد (16208)، باختلاف يسير.
3. طواف الإفاضة
طواف الإفاضة هو طواف أساسي يتم بعد الوقوف بعرفة والمبيت في مزدلفة. قال الله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (الحج: 29).
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ : “كانَ النَّاسُ ينصرِفونَ في كلِّ وجهٍ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : لا ينفِرنَّ أحدٌ حتَّى يَكونَ آخرُ عَهْدِهِ الطَّوافَ بالبيتِ” الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2002 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه أبو داود (2002) واللفظ له، وأخرجه مسلم (1327) باختلاف يسير.
4. السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة هو ركن آخر لا يصح الحج بدونه. قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 158).
وعند البخاري أيضًا من حديث أنس بن مالك، وقد سُئل عن الصفا والمروة، فقال: (كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ}. وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به؛ استدلالاً بهذه الآية، وبفعله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ففي “صحيح مسلم” من حديث جابر يصف فيه حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (…ولما فرغ من طوافه بالبيت عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من باب الصفا، وهو يقول: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} ثم قال: أبدأ بما بدأ الله به). وقد صح عنه عليه الصلاة والسلام، قوله: (لتأخذوا عني مناسككم) رواه مسلم.
وروى الإمام أحمد في “المسند”، عن ابن محيصن رضي الله عنه، قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه، وهو وراءهم وهو يسعى، حتى أرى ركبتيه من شدة السعي، يدور به إزاره وهو يقول: اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي). (سند حسن).
واجبات الحج
هناك مجموعة من الواجبات التي إذا تركها الحاج لا يبطل حجّه، ولكن يجب عليه دفع دم (شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة) تعويضا. ومن هذه الواجبات:
- الإحرام من الميقات
- الوقوف بعرفة إلى الغروب
- المبيت بمزدلفة
- المبيت بمنى أيام التشريق
- رمي الجمار
- الحلق أو التقصير
- طواف الوداع
سنن الحج
بالإضافة إلى الأركان والواجبات، هناك مجموعة من السنن التي يستحب للحاج القيام بها لزيادة الأجر والثواب، وهذه لا تُبطل الحج إذا تركها، ومن هذه السنن:
- المبيت بمنى في اليوم الثامن
- طواف القدوم
- الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف
- الاضطباع في الطواف
- الاغتسال للإحرام
- لبس الإزار والرداء الأبيضين
- التلبية من وقت الإحرام حتى رمي جمرة العقبة
- استلام الحجر الأسود وتقبيله
- الإكثار من الأذكار والأدعية المأثورة
نصائح للحجاج لأداء مناسك الحج بالترتيب
من أجل أداء مناسك الحج بالترتيب الصحيح وبطريقة تسهم في تقوية الروحانية وتحقيق الفائدة الدينية، هنا بعض النصائح المهمة:
- الالتزام بالترتيب الصحيح
يجب على الحاج أن يتأكد من التزامه بالترتيب الصحيح للمناسك كما ورد في السنة النبوية، من الإحرام والطواف والسعي، وصولاً إلى رمي الجمار وطواف الوداع. - الدعاء والتضرع إلى الله
لا تنسى أن الدعاء في الحج له مكانة عظيمة، وفي الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له.” وروى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.” والحديث حسنه الألباني.
ويجب على الحاج أن يستغل هذه الأيام المباركة في الدعاء والتضرع إلى الله، سواء في عرفة أو خلال مناسك الحج. - تجنب التسرع والعجلة
على الحاج أن يتحلى بالصبر والتريث أثناء أداء المناسك. قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 153). لا داعي للعجلة في أداء المناسك، فالصبر يحقق للإنسان الأجر الكبير. - الإكثار من الأذكار
من أفضل الأعمال في الحج هي الإكثار من ذكر الله، قال الله تعالى:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (البقرة: 203). ويجب على الحاج أن يكثر من التسبيح، التكبير، والتلبية في كافة مناسك الحج. - عدم ارتكاب المعاصي والمخالفات
الحاج يجب أن يكون قدوة في أداء مناسكه والتزامه بالتعاليم الشرعية. “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.” الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1521 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (1521) واللفظ له، ومسلم (1350).
من هنا، يجب على الحاج تجنب الكلمات البذيئة والمخالفة لأحكام الشرع أثناء الحج.
الأسئلة الشائعة حول مناسك الحج بالترتيب
الخاتمة
وفي الختام، من المهم أن يعرف المسلم أن الحج هو عبادة عظيمة وأساسها هو الإخلاص لله تعالى والالتزام بما شرع في الكتاب والسنة. فلا يمكن للحاج أن يؤدي فريضته بشكل صحيح إلا إذا التزم بالأركان والواجبات، بالإضافة إلى اتباع السنن لتعظيم الأجر عند الله. ويتبين لنا أن مناسك الحج هي عبادات ذات أهمية كبيرة في حياة المسلم، وقد جاء ترتيبها في القرآن والسنة بما يضمن سلاسة أداء الحاج للمناسك بشكل صحيح ومرضي لله تعالى. إن الالتزام بالتعليمات النبوية في أداء مناسك الحج بالترتيب يمنح الحاج أجرًا عظيمًا ويجعله يعود من حجته وكأنما ولد من جديد.
نسأل الله أن يتقبل من الحجاج ويجعل حجهم مبرورًا وسعيهم مشكورًا، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.
هذا والله أعلم.