قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ المكتوبةُ فإن أَتَمَّها وإلا قيل انظُروا هل له من تَطَوُّعٍ فإن كان له تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفريضةُ من تَطَوُّعِهِ ثم يُفْعَلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مِثْلُ ذلك” الراوي : أبو هريرة | المحدث : الشوكاني | المصدر : نيل الأوطار | الصفحة أو الرقم : 1/374 | خلاصة حكم المحدث : إسناد النسائي جيد | التخريج : أخرجه أبو داود (864)، والنسائي (466) باختلاف يسير، والترمذي (413) بنحوه
لقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم الصلاة بأتم وأكمل الطرق، فقد كان يعلمها لأصحابه بالقول والفعل، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “أَتَيْنَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فأقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أنَّا اشْتَقْنَا أهْلَنَا، وسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا في أهْلِنَا، فأخْبَرْنَاهُ، وكانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: ارْجِعُوا إلى أهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ ومُرُوهُمْ، وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ.” الراوي : مالك بن الحويرث | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 6008 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
وبهذه الطريقة، بلغ أصحابه رضي الله عنهم هذه السنة الغراء للأمة، مبينين كل صغيرة وكبيرة في أحكام الصلاة. والمحافظة عليها في أوقاتها واجب على كل مسلم كما قال الله: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” [البقرة: 238] وقال سبحانه: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” [البقرة: 43] وقال سبحانه: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” [النور: 56].
فعليك أن تعتني بالصلاة، وأن تجتهد في المحافظة عليها، وأن تنصح من لديك في ذلك، والله وعد المحافظين بالجنة والكرامة، قال سبحانه: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)” [المؤمنون: 1-2] ثم عدد صفات عظيمة لأهل الإيمان ثم ختمها بقوله سبحانه: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)” [المؤمنون: 9-11] وهذا وعد عظيم من الله لأهل الصلاة وأهل الإيمان، وقال سبحانه في سورة المعارج: “إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)” [المعارج: 19-23] ثم عدد صفات عظيمة بعد ذلك ثم قال سبحانه: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (35)” [المعارج: 34-35] فنوصيك بالعناية بالصلاة والمحافظة عليها.
وفي هذا المقام، نسعى إلى إحياء هذه السنة المطهرة، مذكرين كل مسلم ومسلمة بأهمية الإتقان في أداء الصلاة، محافظين عليها في أوقاتها، مستحضرين عظمة الوقوف بين يدي الله. فلنجعل من الصلاة جسرًا للعبور إلى رضوان الله وجنانه، متأسين بسنة نبينا الكريم في كل خطوة نخطوها نحو المحراب.
إن هذا المقال يهدف إلى أن يكون منهاجًا لكل مسلم يرغب في تحسين صلاته، بدءًا من تعلم الطهارة الصحيحة، مرورًا بأركان وواجبات الصلاة، وانتهاءً بالسلام الذي يختم بها. فلنبادر جميعًا إلى تعلم هذه العبادة العظيمة والمحافظة عليها، استعدادًا ليوم نلقى فيه ربنا، ونحن مطمئنون بأننا قدمنا ما في وسعنا لنكون من الفائزين.
فضل الصلاة في الإسلام
الصلاة ليست مجرد عبادة روتينية، بل هي لحظة تواصل مع الخالق وفرصة للتدبر والتقرب من الله. ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي… وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل”. هذا يدل على عظمة وأهمية الصلاة في الإسلام.
الأخطاء الشائعة في الصلاة وكيفية تجنبها
الصلاة هي عمود الدين، وقد أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن نؤديها كما رآه يؤديها، فهي ليست مجرد حركات وأقوال بل عبادة يجب أن تتم بكمال وإتقان لتكون مقبولة عند الله تعالى. لذا، ينبغي على كل مسلم أن يتعلم صفة الصلاة النبوية الصحيحة كما وردت في الأحاديث الصحيحة، خاصة فيما يتعلق بالطهارة، القراءة، الركوع، والسجود.
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض المسلمين هي التساهل في أمر الطهارة، حيث يجب الحفاظ على الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر. الطهارة لا تقتصر على الوضوء بل تشمل أيضًا الغسل من الجنابة عند الحاجة والتيمم في حال عدم توفر الماء أو عند الضرر من استعماله. يجب أيضًا غسل الجنابات من البدن والثياب ومكان الصلاة.
أما بخصوص الصلاة نفسها، فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن نقوم إلى الصلاة متى دخل وقتها، مستقبلين القبلة، معتدلين في أركان الصلاة مثل الركوع والسجود، حيث يجب أن يطمئن الراكع في ركوعه والساجد في سجوده، وأن يقرأ بما تيسر من القرآن بتدبر وخشوع.
كما ورد في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، عندما صلى رجل ثم جاء ليسلم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأمره النبي أن يعود فصلي لأنه لم يصلي بالشكل المطلوب. هذا يعلمنا أهمية الإتقان في الصلاة وأن نأخذ الوقت الكافي لكل ركن من أركانها.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ المَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَدَّ وقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كما صَلَّى، ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثَلَاثًا، فَقالَ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي، فَقالَ: إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ ما تَيَسَّرَ معكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وافْعَلْ ذلكَ في صَلَاتِكَ كُلِّهَا.” الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 757 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه مسلم (397) باختلاف يسير
من الأخطاء الأكثر شيوعًا التي يجب تجنبها:
- التساهل في الطهارة: يجب الحفاظ على الطهارة الكبرى والصغرى قبل الصلاة. الإهمال في هذا الأمر يؤدي إلى عدم صحة الصلاة.
- عدم إتمام الركوع والسجود: يجب أن يأخذ المصلي وقته في كل ركن من أركان الصلاة وأن يطمئن في ركوعه وسجوده كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.
- العبث أثناء الصلاة وعدم الخشوع: الخشوع هو جوهر الصلاة وروحها، ويجب أن يحافظ المصلي على التركيز والخضوع أثناء أدائه للصلاة.
- عدم المحافظة على الصلاة في الجماعة: الصلاة في الجماعة لها فضل عظيم وتزيد من أجر المصلين، ويجب الحرص على أدائها مع الجماعة كلما أمكن.
- الأخطاء في الأذان: منها عدم تحري الدقة في أوقات الأذان، إطالة الأذان بما ليس فيه، أو إضافة عبارات ليست من السنة مثل “حي على خير العمل”. كما يجب الانتباه إلى النطق الصحيح للحروف وعدم تبديل بعضها ببعض.
- الإسراع في الصلاة: ينبغي على المصلي أن يتخذ وقتًا كافيًا لكل حركة وركن، مع الحفاظ على التأني والخشوع طوال الصلاة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: “بيْنَما نَحْنُ نُصَلِّي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: ما شَأْنُكُمْ؟ قالوا: اسْتَعْجَلْنَا إلى الصَّلَاةِ؟ قَالَ: فلا تَفْعَلُوا إذَا أتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعلَيْكُم بالسَّكِينَةِ، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا.” الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 635 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه البخاري (635)، ومسلم (603) - عدم إتمام الأركان بشكل كامل: يجب الانتباه لإتمام كل ركن من أركان الصلاة بالكامل وعدم التسرع.
قال النبي ﷺ: “أَتِمُّوا الرُّكُوعَ والسُّجُودَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي لَأَراكُمْ مِن بَعْدِ ظَهْرِي إذا ما رَكَعْتُمْ، وإذا ما سَجَدْتُمْ.” الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 6644 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] - الانشغال بالأفكار الدنيوية: من الضروري التركيز الكامل خلال الصلاة وتجنب التفكير في أمور الحياة اليومية.
قال النبي ﷺ: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ المِيزانَ، وسُبْحانَ اللهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ تَمْلأُ- ما بيْنَ السَّمَواتِ والأرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ، أوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها، أوْ مُوبِقُها.” الراوي : أبو مالك الأشعري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 223 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] - تجديد النية قبل كل صلاة: تصحيح وتجديد النية قبل بدء الصلاة يساعد على تعزيز الخشوع وجودة الأداء.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال, قال النبي ﷺ: “يا أيُّها النَّاسُ، إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لِامْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن هاجَرَ إلى دُنْيا يُصِيبُها أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ.” المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 6953 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] - التحرك أو الانشغال خلال خطبة الجمعة: يجب على الحاضرين في صلاة الجمعة أن يظلوا ساكنين ومنصتين أثناء الخطبة وتجنب أي نشاط يشتت الانتباه، حيث أن الاستماع للخطبة جزء لا يتجزأ من صلاة الجمعة.
قال النبي ﷺ: “إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ.” الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 934 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
لذا، يجب على المسلم أن يسعى لتعلم الصلاة الصحيحة والكاملة وأن يتجنب الأخطاء الشائعة التي قد تؤدي إلى نقصان أجره. ينصح بقراءة الكتب العلمية الموثوقة مثل “صفة صلاة النبي” و”القول المبين في أخطاء المصلين” لتصحيح المفاهيم وتعلم الصلاة الصحيحة. وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم، ليس فقط للنجاة من عذاب الآخرة بل لتحقيق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
الإعداد للصلاة
الاستعداد الجيد للصلاة يبدأ بالطهارة والوضوء، وهما من الشروط الأساسية لصحة الصلاة. الوضوء ليس مجرد روتين تنظيف، بل هو تحضير روحي وبدني للوقوف بين يدي الله.
الطهارة والوضوء
الوضوء يبدأ بنية التطهر، ومن ثم يتبعه سلسلة من الخطوات التي تشمل غسل اليدين، المضمضة، الاستنشاق، غسل الوجه، الذراعين، مسح الرأس، وغسل الرجلين. كل خطوة يجب أن تتم بتمعن ودقة، فالوضوء الصحيح يزيد من خشوع وتركيز المصلي.
فالوضوء شرط لصحة الصلاة لا بد منه قال الله : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” [المائدة: 6] هكذا أمر الله سبحانه المؤمنين في سورة المائدة، وعن الرسول ﷺ: “دَخَلَ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ علَى ابْنِ عامِرٍ يَعُودُهُ وهو مَرِيضٌ فقالَ: ألا تَدْعُو اللَّهَ لي يا ابْنَ عُمَرَ؟ قالَ: إنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ ولا صَدَقَةٌ مِن غُلُولٍ . وَكُنْتَ علَى البَصْرَةِ.” الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 224 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وقال عليه الصلاة والسلام: “لا تُقْبَلُ صَلاةُ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ.” الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 225 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يبدأ الوضوء بالاستنجاء، وهو تنظيف الفرجين من آثار الغائط والبول باستخدام الماء، أو الاستجمار بمواد نظيفة كالأحجار، اللبن، أو المناديل الطاهرة، مع التأكيد على أن الماء يبقى الخيار الأفضل لتحقيق الطهارة الكاملة.
بعد الاستنجاء، يبدأ المسلم بالوضوء الشرعي، مستهلاً بالتسمية؛ فعند بداية الوضوء يقول: “بسم الله”. يغسل الكفين ثلاث مرات، ثم يتمضمض ويستنشق من كف واحد ثلاث مرات، يلي ذلك غسل الوجه ثلاث مرات من منابت الشعر إلى الذقن ومن الأذن إلى الأذن.
ثم يغسل اليدين من الأطراف إلى المرافق، بدءًا باليد اليمنى ثم اليسرى، مع التأكيد على غسل المرافق. بعد غسل اليدين، يمسح الرأس والأذنين مرة واحدة. أخيرًا، يغسل الرجلين بما في ذلك الكعبين ثلاث مرات لكل قدم، بدءًا بالرجل اليمنى ومن ثم اليسرى، وبهذا ينتهي الوضوء.
ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين هكذا علم النبي ﷺ أصحابه وصح عنه أنه قال: ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. رواه مسلم في صحيحه.
“كانَتْ عليْنا رِعايَةُ الإبِلِ فَجاءَتْ نَوْبَتي فَرَوَّحْتُها بعَشِيٍّ فأدْرَكْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فأدْرَكْتُ مِن قَوْلِهِ: ما مِن مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، مُقْبِلٌ عليهما بقَلْبِهِ ووَجْهِهِ، إلَّا وجَبَتْ له الجَنَّةُ قالَ: فَقُلتُ: ما أجْوَدَ هذِه! فإذا قائِلٌ بيْنَ يَدَيَّ يقولُ: الَّتي قَبْلَها أجْوَدُ، فَنَظَرْتُ فإذا عُمَرُ، قالَ: إنِّي قدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا ، قالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ. وفي رواية: فَذَكَرَ مِثْلَهُ غيرَ أنَّه قالَ: مَن تَوَضَّأَ فقالَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ.” الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 234 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه توضأ بطرق متعددة، منها الوضوء مرة واحدة لكل عضو، ومرتين، وثلاث مرات، مما يدل على سعة رحمة الله ويسر دينه. لكن الأكمل والأفضل هو تكرار غسل الأعضاء ثلاث مرات لضمان الطهارة الكاملة والتبرك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
“أنَّ عُثْمانَ بنَ عَفّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه دَعا بوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى إلى المِرْفقِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنَى إلى الكَعْبَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ اليُسْرَى مِثْلَ ذلكَ. ثُمَّ قالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مَن تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا ثُمَّ قامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. قالَ ابنُ شِهابٍ: وكانَ عُلَماؤُنا يقولونَ: هذا الوُضُوءُ أسْبَغُ ما يَتَوَضَّأُ به أحَدٌ لِلصَّلاةِ.” الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 226 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
“رَأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يَتَوضَّأُ ثَلاثًا ثَلاثًا، ورَأيْتُه يَتَوضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً.” الراوي : رافع بن خديج | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند الصفحة أو الرقم : 330 | خلاصة حكم المحدث : حسن
“أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ.” الراوي : عبدالله بن زيد | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 158 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
يتضح من هذا أن الوضوء ليس مجرد روتين، بل هو عمل عبادي يتطلب التأني والخشوع، وهو جزء لا يتجزأ من إعداد النفس للوقوف بين يدي الخالق. فلنحرص جميعًا على أداء هذه الفريضة بالطريقة التي علمنا إياها نبينا الكريم، ونسعى دومًا للتقرب إلى الله تعالى بالطهارة والخضوع.
كيفية اختيار المكان والوقت المناسب للصلاة
اختيار المكان النظيف والهادئ لأداء الصلاة يعزز من تركيز المصلي وخشوعه. يفضل الصلاة في مكان خال من المشتتات والأصوات العالية. كما يجب مراعاة أوقات الصلاة المفروضة والتي حددها الشرع بدقة لكل فرض.
كيف تصلي صلاة صحيحة خطوة بخطوة
أداء الصلاة يتطلب الفهم الدقيق لكل خطوة والتأكد من تنفيذها بشكل صحيح حسب تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
النية والتكبير
النية هي قلب الصلاة وهي التي تميز الصلاة عن غيرها من الأفعال العادية. يجب على المصلي أن يحدد نوع الصلاة في قلبه قبل البدء بالتكبير “الله أكبر”. التكبير يعلن بدء الصلاة وهو علامة الدخول في العبادة.
ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، هذا هو أخصر ما ورد في الاستفتاحات، أو يقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد. وهذا أصح شيء ورد في الاستفتاح.
إذا قام الشخص بأحد دعاءي الاستفتاح المعروفين أو أي استفتاح آخر ثابت عن النبي ﷺ، فكل ذلك صحيح وكافٍ. هذان الاستفتاحان يُعتبران من بين الأقصر، وهما مستحبان لكن ليسا واجبين. لذا، إذا بدأ المصلي في القراءة مباشرة بعد التكبير دون استفتاح، فذلك جائز ويجزئ، ولكن الأفضل والأكمل هو أن يُتبع سنة النبي ﷺ بأداء الاستفتاح.
قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن
الفاتحة هي السورة الأساسية في كل ركعة من الصلاة ويجب قراءتها بتمعن وخشوع. بعد دعاء الاستفتاح يقرأ الفاتحة: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)” [الفاتحة:1-7]
ثم يقول آمين، وآمين ليست من الفاتحة وهي مستحبة، كان النبي ﷺ يقولها بعد الفاتحة في الجهرية والسرية، يقول: آمين، ومعناها: اللهم استجب. ثم يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم بعد الفاتحة في الركعتين الأولى والثانية.
“عَن وائلِ بنِ حُجرٍ قالَ : كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا قرأ ( وَلَا الضَّالِّينَ) قالَ آمينَ ورفعَ بِها صوتَهُ” الراوي : وائل بن حجر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 932 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
الركوع والسجود
يركع قائلا (الله أكبر) ويعتدل في في هذه الوضعية ويطمئن دون عجلة، واضعًا كفيه على ركبتيه وأصابعه متباعدة ويجعل مستوى رأسه متوازيًا مع ظهره ويقول: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي؛ لقول النبي ﷺ: “أما الركوعُ فعظِّموا فيه الربَّ، وأما السجودُ فاجتهدوا فيه في الدعاءِ، فإنه قَمِنٌ أن يُستجابَ لكم.” الراوي : [عبدالله بن عباس] | المحدث : ابن العربي | المصدر : أحكام القرآن لابن العربي الصفحة أو الرقم : 4/425 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
وكان النبي ﷺ يقول في الركوع: سبحان ربي العظيم، قالت عائشة رضي الله عنها: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ. ” المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 817 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وهذا كله مستحب والواجب سبحان ربي العظيم مرة واحدة، وإن كررها ثلاثًا أو أكثر كان أفضل.
ينهض من الركوع مرددًا “سمع الله لمن حمده” إذا كان يصلي إمامًا أو يصلي بمفرده، ويرفع يديه كما فعل عند الانحناء إلى مستوى منكبيه أو بمحاذاة أذنيه عندما يقول “سمع الله لمن حمده”. ثم بعد استقامته وتعديل وقفته، يقول: ربنا ولك الحمد، أو اللهم ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد فهذا ثبت عن النبي ﷺ من فعله وقوله، وأقر النبي ﷺ شخصًا سمعه يقول: حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه فأقره على ذلك ﷺ وقال: إنه رأى كذا وكذا من الملائكة كلهم يبادر ليكتبها ويرفعها أو كما قال ﷺ، ولا فرق في هذا بين الرجل والمرأة، وإن زاد على هذا فقال: أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، فذلك حسن؛ لأن الرسول ﷺ كان يقوله في بعض الأحيان.
“كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي ورَاءَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ ، قالَ رَجُلٌ ورَاءَهُ: رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ ، قالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ قالَ: أنَا، قالَ: رَأَيْتُ بضْعَةً وثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أوَّلُ.” الراوي : رفاعة بن رافع | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 799 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
معنى لا ينفع ذا الجد، يعني: ولا ينفع ذا الغنى منك غناه، يعني أن جميع الناس محتاجون إلى الله تعالى، و”الجد” يشير إلى الحظ والثراء. أما المأموم في الصلاة فيرفع من الركوع يقول: “ربنا ولك الحمد” ويرفع يديه كما رفعهما عند الركوع إلى مستوى منكبيه أو أذنيه مع قوله “ربنا ولك الحمد” أو أي من الألفاظ المقبولة الأخرى مثل “اللهم ربنا لك الحمد”، سواء كان إمامًا أو منفردًا أو مأمومًا. ولكن الإمام والمنفرد يقولان “سمع الله لمن حمده” قبل التحميد، بينما المأموم يقولها فقط بعد الاستقامة من الركوع، وفقًا لما جاء في الأحاديث النبوية.
ومن الأفضل بعد القيام والاعتدال في الصلاة أن يضع المصلي يديه على صدره، واضعًا كف اليمنى فوق كف اليسرى كما فعل قبل الركوع وهو قائم، وهذا هو السنة المثبتة من حديث وائل بن حجر وقبيصة الطائي عن أبيه، وأيضًا من حديث طاوس المرسل عن النبي ﷺ. وإن أرسل المصلي يديه خلال الصلاة فلا حرج في ذلك وصلاته صحيحة، ولكن يكون قد ترك سنة نبوية.
“أَنا أعلَمُكُم بصلاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالوا لِمَ فواللَّهِ ما كُنتَ بأَكْثرنا لَهُ تبعةً ولا أقدمَنا لَهُ صحبةً قالَ بلَى قالوا فاعرِضْ قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ كبَّرَ ثمَّ رَفعَ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهِما منكبيهِ ويقرَّ كلُّ عضوٍ منهُ في موضعِهِ ثمَّ يقرأُ ثمَّ يُكَبِّرُ ويرفعُ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهِما مَنكِبيهِ ثمَّ يركعُ ويضعُ راحتيهِ علَى رُكْبتيهِ معتمدًا لا يَصبُّ رأسَهُ ولا يُقنِعُ معتدلًا ثمَّ يقولُ سمعَ اللَّهُ لمن حمدَهُ ويرفعُ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهِما منكبيهِ حتَّى يقرَّ كلُّ عَظمٍ إلى موضعِهِ ثمَّ يَهْوي إلى الأرضِ ويُجافي بينَ يديهِ عن جَنبيهِ ثمَّ يرفعُ رأسَهُ ويَثني رجلَهُ اليُسرى فيَقعدُ علَيها ويفتخُ أصابعَ رجليهِ إذا سجدَ ثمَّ يسجدُ ثمَّ يُكَبِّرُ ويجلسُ علَى رجلِهِ اليُسرى حتَّى يرجعَ كلُّ عظمٍ منهُ إلى موضعِهِ ثمَّ يقومُ فيصنعُ في الرَّكعةِ الأخرى مثلَ ذلِكَ ثمَّ إذا قامَ منَ الرَّكعتينِ رفعَ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهِما مَنكِبيهِ كما صنعَ عندَ افتتاحِ الصَّلاةِ ثمَّ يصلِّي بقيَّةَ صلاتِهِ هَكَذا حتَّى إذا كانتِ السَّجدةُ الَّتي ينقَضي فيها التَّسليمُ أخَّرَ إِحدى رجليهِ وجلسَ علَى شقِّهِ الأيسرِ مُتورِّكًا قالوا صدَقتَ هَكَذا كانَ يصلِّي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ.” الراوي : أبو حميد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم : 877 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
ويجب على المؤمنين تجنب المشاقة والخلاف في هذه الأمور، بل ينبغي التعليم برفق وحكمة، محافظين على المودة والمحبة في التعامل مع الآخرين، لأن هذه المسائل سنن نافلة ولا يجوز أن يكون فيها خلاف شديد أو شحناء بين المؤمنين. وجاء في صحيح البخاري عن سهل بن سعد قال: كان الرجل يؤمر أن يجعل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة قال أبو حازم الراوي عن سهل: لا أعلمه إلا يروي ذلك عن النبي ﷺ.
يُظهر ذلك أن المصلي عندما يكون واقفًا يضع يده اليمنى فوق ذراعه اليسرى، ويكون الموضع المحدد هو الكف والرسغ والساعد؛ لتحقيق التوافق مع رواية وائل بن حجر. فعندما يضع الكف على الرسغ والساعد، فإنه بذلك يكون قد وضعها على الذراع ككل، إذ يُعتبر الساعد جزءًا من الذراع. وهكذا يجب وضع الكف اليمنى على الكف اليسرى مع الرسغ والساعد، كما ورد في حديث وائل السابق ذكره، سواء قبل الركوع أو بعد القيام منه.
الاعتدال بعد الركوع يعد من أركان الصلاة الأساسية، ومن الضروري التحقق منه. يخطئ بعض الناس بالعجلة من الركوع إلى السجود مباشرة، وهذا غير جائز. يتوجب على المصلي أن يستقيم بعد الركوع ويثبت ويهدأ دون تسرع. روى أنس بن مالك أن النبي ﷺ كان يستقيم بعد الركوع ويقف مدة طويلة حتى يظن البعض أنه قد نسي. ويجب على المصلي، سواء في الفرض أو النافلة، أن لا يتعجل بل يستقر ويذكر الأذكار المشروعة، وكذلك بين السجدتين يتخذ وقته في الاستقامة والاطمئنان، ويقول: “رب اغفر لي، رب اغفر لي” كما كان يفعل النبي ﷺ.
السجود الأول
بعد الحمد والتسبيح والوقوف بثبات وسكينة إثر الركوع، ينخفض الشخص ساجدًا مرددًا “الله أكبر”، ويكون ذلك دون رفع اليدين، حيث الأحاديث النبوية تؤكد على عدم رفع اليدين في هذه الحالة. ويتم السجود على الأعضاء السبعة المعتبرة في السجود، وهي: الجبهة والأنف معًا كعضو واحد، وكفي اليدين، وركبتي الرجلين، وأصابع القدمين.
قال النبي ﷺ: “أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ ولَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ والشَّعَرَ. ” الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 812 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
هذا هو السنة المتبعة، وهي واجبة على الرجال والنساء على حد سواء أن يؤدوا السجود على الأعضاء السبعة المحددة: الجبهة والأنف كعضو واحد، واليدين مع تمديد أطراف الأصابع باتجاه القبلة وضم بعضها إلى بعض، والركبتين، وأطراف القدمين أي على أصابع القدمين، مع بسط الأصابع على الأرض والاعتماد عليها مع توجيه أطرافها نحو القبلة، تمامًا كما كان يفعل النبي ﷺ.
من الأفضل والمستحب أن يقدم الشخص ركبتيه قبل يديه عند الانحناء للسجود، وهذا ما يفضله جمهور العلماء. وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بتقديم اليدين أولاً، لكن الرأي الأرجح والذي يعتمد على الدليل القوي هو تقديم الركبتين ثم اليدين، استنادًا إلى ما رواه وائل بن حجر عن النبي ﷺ، مما يدل على هذه الطريقة في السجود.
عن وائل بن حجر عن النبي ﷺ أنه كان إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وجاء في حديث آخر عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: “لا يبرُكْ أحدُكم كما يبركُ البعيرُ وليضعْ يديْه قبل ركبتَيْه.” الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن باز | المصدر : فتاوى نور على الدرب لابن باز الصفحة أو الرقم : 8/85 | خلاصة حكم المحدث : في عجزه انقلاب
هذه المسألة قد أثارت بعض النقاش بين العلماء، حيث يرى بعضهم أن المصلي يجب أن يضع يديه قبل ركبتيه عند السجود، بينما يعتقد آخرون أن الأولوية يجب أن تكون للركبتين قبل اليدين. والأخير هو الذي يتماشى مع السنة في مخالفة طريقة بروك البعير، الذي يبدأ بوضع يديه أولاً. من المؤكد أن وضع الركبتين قبل اليدين يعد التصرف الصحيح الذي يوافق حديث وائل بن حجر، مما يجعل هذا الفعل متماشيًا مع السنة النبوية، ويفضل تطبيقه كطريقة صحيحة للسجود.
بعد الانتقال إلى وضع السجود، يقوم الشخص بوضع يديه على الأرض، ثم يضع جبهته وأنفه على الأرض، وهذا هو الطريق المشروع الذي يتوافق مع السنة النبوية. عند الرفع من السجود، يرفع الوجه أولاً، ثم اليدين، وأخيراً ينهض. هذا هو النمط الذي جاءت به السنة من تعاليم النبي ﷺ، وهو يجمع بين الأحاديث.
أما بالنسبة لحديث أبي هريرة الذي يقول فيه: “إذا سَجدَ أحدُكم فلا يَبركُ كما يَبركُ البعيرُ، وليضع يَديه قبل رُكبَتيه” الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : المحرر في الحديث الصفحة أو الرقم : 116 | خلاصة حكم المحدث : لا يتابع عليه. ولا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا. توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعف إسناده.
فالظاهر والأرجح -والله أعلم- أن هذا القول قد يكون انقلاباً في النقل، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله. الصواب، وفقًا لأدلة الأحاديث الأخرى مثل حديث وائل بن حجر، أن يضع الشخص ركبتيه قبل يديه ليتفق الفعل مع السنة المتواترة، وليتماشى النص الأخير مع ما ورد في بداية الحديث ومع ما جاء في معناه من الأحاديث الأخرى.
“حفِظنا عن عمرَ في صلاتهِ أنه خرَّ بعدَ ركوعهِ على ركبتيهِ ، كما يخِرُّ البعيرُ ، ووضع ركبتيهِ قبلَ يديهِ” الراوي : علقمة والأسود | المحدث : الألباني | المصدر : أصل صفة الصلاة
الصفحة أو الرقم : 2/717 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
خلال السجود، يقول المصلي: “سبحان ربي الأعلى” ويُستحب تكرارها ثلاث مرات أو خمس مرات أو أكثر. بينما إذا كان المصلي إمامًا، ينبغي عليه مراعاة المأمومين بعدم الإطالة المفرطة التي قد تشق عليهم. أما المصلي المنفرد، فله الحرية في إطالة الدعاء أو التسبيح في السجود بما لا يضر. المأمومين يتبعون إمامهم، يسبحون ويدعون الله حتى يرفع الإمام.
والسنة للجميع، سواء كانوا إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا، أن يُكثروا من الدعاء في السجود. يقول النبي ﷺ: “أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم”، ما يعني أن السجود وقت مستحب للدعاء بتوقع الاستجابة. وفي حديث آخر، قال النبي ﷺ: “إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا”، مؤكدًا على أن قراءة القرآن لا تكون في حالة الركوع أو السجود بل يكون الوقت لتعظيم الله والدعاء.
“كَشَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ السِّتَارَةَ والنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أبِي بَكْرٍ، فَقالَ: أيُّها النَّاسُ، إنَّه لَمْ يَبْقَ مِن مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا المُسْلِمُ، أوْ تُرَى له، ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ. قالَ أبو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عن سُلَيْمَانَ.” الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 479 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
في وقت السجود، لا يُقرأ القرآن، بل يُقرأ في حال القيام لمن يقدر على ذلك، وفي حالة القعود لمن يعجز عن القيام. الركوع والسجود خصصا للتسبيح وتعظيم الله، وفي السجود يُضاف إلى ذلك الدعاء. فقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يدعو في سجوده بقول: “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره وعلانيته وسره”، كما روى مسلم في صحيحه.
“أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ.” الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 483 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وأشار النبي ﷺ إلى أن أقرب ما يكون العبد من ربه هو وهو ساجد، فأوصى بأن يُكثر المصلي من الدعاء في هذه الحالة. وقد نُقل عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ كان يكثر من الدعاء والتسبيح في ركوعه وسجوده بقول: “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي”.
ويُشجع على الدعاء في السجود لأمور الدنيا والآخرة، فمن الجائز أن يدعو الرجل قائلاً: “اللهم ارزقني زوجة صالحة”، أو تدعو المرأة بقول: “اللهم ارزقني زوجًا صالحًا أو ذرية طيبة أو مالًا حلالًا”. كما يُستحب الدعاء لأمور الآخرة مثل الاستغفار للذنوب، تحسين القلب والعمل، طلب الهدى والتقوى والعفاف والغنى، الدعاء للوالدين وللمسلمين، وطلب النجاة من النار والدخول إلى الجنة.
وعلى الإمام، إذا كان يؤم الناس، أن يراعي المأمومين بعدم إطالة السجود بما يشق عليهم، مرددًا التسبيحات والدعاء بمعدل معتدل كما كان يفعل النبي ﷺ، مثل “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي”، بتكرار معتدل ليكون متبعاً للسنة ومراعيًا لحال المأمومين.
الجلوس بين السجدتين
بعد الانتهاء من السجود، يرفع المصلي رأسه قائلاً “الله أكبر”، ويجلس بوضعية مفترشة حيث يفرش ساقه اليسرى وينصب ساقه اليمنى. يضع يده اليمنى على فخذه اليمنى أو ركبته اليمنى مع بسط أصابعه عليها، وكذلك يضع يده اليسرى على فخذه اليسرى أو ركبته اليسرى، ويبسط أصابعه عليها. هذه هي السنة التي وردت عن الرسول ﷺ.
ويستحب للمصلي في هذه الجلسة أن يدعو بالاستغفار قائلاً: “رب اغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي”، كما كان النبي ﷺ يفعل. ومن السنة أيضاً أن يضيف إلى دعائه قائلاً: “اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني”، لثبوت ذلك عن النبي ﷺ.
إذا أراد الزيادة في الدعاء، فلا بأس بذلك، فيمكن أن يقول مثلاً: “اللهم اغفر لي ولوالدي، اللهم أدخلني الجنة وأنجني من النار، اللهم أصلح قلبي وعملي” وغير ذلك من الأدعية. ويُشجع على الإكثار من دعاء المغفرة فيما بين السجدتين، كما ورد عن النبي ﷺ، مؤكدًا على أهمية الاستغفار في هذه اللحظات العبادية الخاصة.
السجود الثاني
بعد الانتهاء من الدعاء بين السجدتين، يتحضر المصلي للسجدة الثانية، مرددًا “الله أكبر” ويؤدي السجود مرة أخرى، متبعًا الآداب الصحيحة كما في السجدة الأولى. يضع جبهته وأنفه على الأرض، وكذلك كفيه، وركبتيه، وأطراف قدميه. يحرص على رفع بطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه لتحقيق اعتدال في السجود، ويجعل مسافة بين عضديه وجنبيه لتجنب الانبساط على الأرض.
وفقًا للتوجيهات النبوية، يجب على المصلي أن يضع كفيه على الأرض ويرفع مرفقيه، متبعًا الهدي النبوي الذي ينص على عدم بسط الذراعين على الأرض كما يفعل الكلب. قال النبي ﷺ: “اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب”، وأيضًا: “إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك”. الاعتدال في السجود يشمل رفع الذراعين والكفين بشكل ملائم عن الأرض، ورفع البطن عن الفخذين، مما يؤدي إلى سجود أكثر تحكمًا واحترامًا.
خلال السجود، يستحب ترديد “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرات أو أكثر، مما يزيد من خشوع وتفاني الدعاء. ويمكن للمصلي أن يكرر الدعاء الذي قام به في السجدة الأولى، مستمرًا في التوسل والطلب من الله تعالى بنفس الأدعية أو أدعية أخرى حسب ما يرغب. هذا التكرار والإصرار في الدعاء يعكس الإلحاح والرغبة الصادقة في الحصول على الرحمة والمغفرة من الله تعالى.
جلسة الاستراحة
هي جلسة خفيفة يؤديها المصلي بعد السجدة الثانية قبل النهوض للركعة الثانية. في هذه الجلسة، يجلس المصلي على رجله اليسرى مفروشة، وينصب رجله اليمنى، مشابهًا لوضعه بين السجدتين، لكن دون ذكر أو دعاء. وإن كان هناك اختلاف في الآراء حول وجوبها، فإن الأفضل والمستحب هو أداؤها استنادًا إلى سنة النبي ﷺ وهو قوله “صلوا كما رأيتموني أصلي”.
الجلوس في جلسة الاستراحة ليس واجبًا، ويمكن تركها بدون حرج، خاصة أن النبي ﷺ قد تركها في بعض المرات، مما يدل على عدم وجوبها، ولكنها تبقى مستحبة حتى للشباب والأصحاء. بعض العلماء أوصى بأدائها خاصة عند الكبر أو المرض لتوفير الراحة الإضافية.
عند النهوض للركعة الثانية، ينبغي للإمام أن يكبر قائلاً “الله أكبر”. يمكن أن يبدأ التكبير ثم يجلس لجلسة الاستراحة، مما ينبه المأمومين إلى عدم تسبقه ومتابعة هذه السنة. إذا جلس الإمام قبل التكبير ثم رفع بالتكبير بعد ذلك، فلا بأس بذلك. المهم أن يكون التأكيد على أن هذه جلسة مستحبة وتعليمية وليست واجبة، وبهذا يتم الحفاظ على تعليم السنة وتطبيقها بشكل صحيح.
القيام والقراءة في الركعة الثانية
عند القيام للركعة الثانية، يجب على المصلي تكرار الأفعال التي قام بها في الركعة الأولى. يبدأ بقراءة سورة الفاتحة، ويُستحب أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويسمي الله قبل البدء بالقراءة، مع العلم أن التعوذ قد يُكرر في كل ركعة، وهذا هو الأفضل. ولكن إذا اكتفى المصلي بالتعوذ مرة واحدة في الركعة الأولى، فلا بأس بذلك.
بعد قراءة الفاتحة، يقرأ المصلي سورة أو آيات قرآنية أخرى. يُفضل أن تكون السورة أو الآيات المقروءة في الركعة الثانية أقصر من تلك التي قرأها في الركعة الأولى، وذلك استنادًا للحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه والذي يُذكر في الصحيحين. هذه الطريقة تُظهر التوازن والاعتدال في الصلاة وتعكس الهدي النبوي في تلاوة القرآن خلال الصلاة
الركوع الثاني
عند إتمام القراءة في الركعة الثانية، يتوجب على المصلي القيام بالركوع مرة أخرى بالطريقة ذاتها التي أداها في الركعة الأولى. يُقال “الله أكبر” مع رفع اليدين، ثم يضع اليدين على ركبتيه وأصابعه مفرجتين. يحافظ على أن يكون مستويًا مع جعل رأسه في مستوى ظهره، متبعًا بذلك سنة النبي ﷺ.
خلال الركوع، يُستحب تكرار القول “سبحان ربي العظيم” ثلاثًا، خمسًا، سبعًا أو أكثر، بحسب قدرة المصلي، ولكن مع مراعاة عدم الإرهاق للمأمومين إذا كان الشخص إمامًا. ويُشجع أيضًا على قول “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي” خلال الركوع.
إضافة إلى ذلك، يُعتبر القول “سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة” جميلًا ومستحبًا، وكذلك قول “سبوح قدوس رب الملائكة والروح”، فكل هذه الأدعية والتسبيحات كان يقولها النبي ﷺ في الركوع والسجود، وهي من الأذكار المستحبة التي تزيد من خشوع وروحانية الصلاة.
القيام بعد الركوع الثاني
بعد أداء الأذكار المشروعة خلال الركوع، ينهض المصلي قائلاً “سمع الله لمن حمده”، وهذا مخصص لمن يصلي إماماً أو منفرداً. عند النهوض، يُرفع اليدين كما فعل في الركعة الأولى.
بعد ذلك، ينحط ساجداً دون رفع اليدين، ويكبر عند الهبوط للسجود. في السجود، يقول: “سبحان ربي الأعلى” ويدعو بالدعاء المختار كما فعل في الركعة الأولى. يرفع بعدها من السجود مردداً “الله أكبر”، ثم يجلس ويقول: “رب اغفر لي”، مطمئناً في جلسته.
يقوم بعد ذلك بسجود ثانٍ، مردداً “الله أكبر” عند الهبوط، ويكرر الأذكار والدعاء المذكور في السجدة الأولى من هذه الركعة. وبذلك يكون قد أكمل الركعة الثانية بنفس الخطوات والأذكار كما في الركعة الأولى، متبعاً بذلك سنة النبي ﷺ بكل دقة وتفصيل.
التشهد الأول
في التشهد الأول خلال الصلاة التي تتضمن أكثر من ركعتين، يجلس المصلي جلسة افتراش بعد انتهائه من الركعتين الأوليتين. يجلس مفترشًا رجله اليسرى وناصبًا اليمنى، وهذه هي الجلسة المستحبة كما كان يفعل النبي ﷺ، لكن أي طريقة جلوس تعتبر صحيحة ومقبولة في الصلاة. فيأتي بالتشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. هذه الأذكار ثابتة في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود وهي الصيغة الأفضل والأكثر صحة. بعد الانتهاء من الشهادتين، يستحب أن يقول المصلي: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وإن كان من السنة النبوية أن يتم الصلاة على النبي ﷺ في التشهد الأول، فإنه ليس بواجب، بل يعد واجبًا فقط في التشهد الأخير كما عند جمع من العلماء. لذلك، إذا نهض المصلي بعد الشهادة دون الصلاة على النبي ﷺ في التشهد الأول، فلا حرج في ذلك ولكن من الأفضل أن يأتي بها استجابة لعموم الأحاديث التي تدل على مشروعيتها هنا وفي التشهد الأخير.
القيام في الركعة الثالثة والرابعة
عند الانتهاء من التشهد الأول والصلاة على النبي ﷺ، ينهض المصلي لأداء الركعة الثالثة، وفي صلاة الظهر والعصر والعشاء للركعة الرابعة أيضًا. ينهض مكبرًا “الله أكبر” ويرفع يديه كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه الذي رواه البخاري.
في الركعات الثالثة والرابعة، يكتفي المصلي بقراءة الفاتحة فقط، كما ثبت في حديث أبي قتادة الذي يذكر أن النبي ﷺ كان يقرأ بفاتحة الكتاب فقط في الركعتين الأخيرتين من الصلوات. ومع ذلك، هناك دليل على أن النبي ﷺ كان أحيانًا يزيد على الفاتحة في ركعات الظهر كما ذُكر في حديث أبي سعيد الخدري، حيث كان يقرأ في الأوليين من صلاة العصر بمقدار ما يقرأ في الأخيرتين من الظهر.
بناءً على ذلك، إذا قرر المصلي أن يقرأ زيادة على الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة من الظهر، فهذا جائز ويعتبر حسنًا في بعض الأحيان. ولكن الاكتفاء بالفاتحة يظل هو الأفضل والأكثر شيوعًا، خاصةً أنه يتوافق مع حديث أبي قتادة الذي يعتبر أصح وأوضح في هذا السياق.
فيما يخص الركعة الثالثة من المغرب والركعتين الثالثة والرابعة من العصر والعشاء، لا يُشرع الزيادة على الفاتحة، إذ لا يوجد دليل يدعم ذلك.
الركوع والرفع منه والسجود في الركعتين الأخيرتين
بعد قراءة الفاتحة في الركعتين الثالثة والرابعة من صلاة العصر والعشاء، والثالثة من صلاة المغرب، يقوم المصلي بالركوع مكبرًا “الله أكبر” ويؤدي الركوع بالطريقة المعتادة التي تم شرحها سابقًا.
خلال الرفع من الركوع، يقول:
- “سمع الله لمن حمده” إذا كان المصلي إمامًا أو منفردًا.
- “ربنا ولك الحمد” إذا كان مأمومًا.
بعد ذلك، يتبع المصلي بالسجود مكبرًا “الله أكبر” ويؤدي السجود كما تم شرحه في السابق، يلي ذلك جلسة بين السجدتين، ثم يؤدي السجود الثاني. يتكرر هذا النمط نفسه في الركعة الرابعة، وبالمثل في الركعة الثالثة من صلاة المغرب، حيث يتم العمل بنفس الخطوات.
أما صلاة الفجر وصلاة الجمعة وصلاة العيدين، فهي تتألف من ركعتين فقط. في هذه الركعات، يقرأ المصلي الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم. ينبغي على المصلي الاهتمام بما هو معروف من سنة النبي ﷺ في قراءته وأدائه لهذه الصلوات، مراعيًا الدقة في تطبيق الأحكام الشرعية والمتابعة الحريصة للسنة النبوية.
التشهد الأخير
بعد إتمام السجود الأخير في الركعة النهائية من الصلاة، يجلس المصلي لأداء التشهد الأخير، وهو جزء أساسي يمثل ختام الصلاة. يقرأ المصلي نفس التحيات التي قرأها في التشهد الأول، التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم يصلي على النبي ﷺ، فيقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
هذه الأدعية تُعبر عن التكريم والاحترام وطلب البركة للنبي محمد ﷺ وأهل بيته، كما فعل الله تعالى لإبراهيم عليه السلام وأهل بيته. قراءة هذه الأذكار بشكل صحيح تعتبر من التكميل للصلاة، وتعتبر صحيحة طالما أنها تتوافق مع الأشكال التي وردت عن النبي ﷺ.
الدعاء بعد التشهد الأخير
في نهاية الصلاة، بعد قراءة التحيات والصلاة على النبي ﷺ، قد شرع لنا الله سبحانه وتعالى، بلسان رسوله الكريم ﷺ، الاستعاذة من جملة من الفتن والعذابات. ومن هذه ما يلي: الاستعاذة من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة الحياة والموت، ومن فتنة المسيح الدجال. هذا التوجيه يشمل الرجال والنساء على حد سواء، سواء في الصلوات المفروضة أو النافلة.
وقد حث النبي ﷺ الصحابة على اختيار الدعاء الذي يحبونه بعد التشهد، وذلك لما في الدعاء من خير كثير. فقال: “ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به.” وفي رواية أخرى: “ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء.” ومن الأدعية التي كان يدعو بها النبي ﷺ هي: “اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال.” وأوصى النبي ﷺ معاذ بن جبل بقول: “يا معاذ إني لأحبك، فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.”
كما ورد عن النبي ﷺ دعوات أخرى تُقال في نهاية الصلاة، مثل: “اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.” وأيضاً: “اللهم إني أعوذ بك من البخل، ومن الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر.”
هذه الأدعية والاستعاذات هي جزء من التعليمات النبوية لما ينبغي على المسلم أن يقوله في ختام صلاته، وتساعد هذه الأدعية على تحصين المصلي من مختلف الشرور والفتن التي قد تواجهه في الدنيا والآخرة. وتسري هذه التعليمات على النساء كما تسري على الرجال دون فرق، لعموم الأحاديث النبوية.
التسليم
عند انتهاء الدعاء في ختام الصلاة، يأتي دور التسليم الذي يعلن انتهاء الصلاة. يتم التسليم بطريقة موحدة سواء للرجال أو النساء، وفي الصلوات المفروضة والنافلة على حد سواء. يقوم المصلي بتحويل وجهه أولاً نحو اليمين قائلاً: “السلام عليكم ورحمة الله”، ومن ثم يحول وجهه نحو اليسار مرددًا نفس الكلمات: “السلام عليكم ورحمة الله”.
هذه الطريقة في التسليم هي ما كان يفعله النبي ﷺ، مما يدل على التزامه بتعليم الأمة آداب الصلاة وختامها. التسليم بهذه الصيغة ليس فقط جزءًا من الإجراء الروتيني لإنهاء الصلاة، بل هو أيضًا تعبير عن السلام والدعاء للملائكة والمصلين المحيطين بالمرء، مما يعزز معاني الأمان والسكينة في المجتمع الإسلامي.
الأذكار بعد الصلاة
بعد الانتهاء من الصلاة وإلقاء التسليم، يبدأ المصلي، سواء كان رجلاً أو امرأة، بذكر الله والاستغفار. يقول المصلي “استغفر الله” ثلاث مرات، معبرًا عن طلب العفو والغفران. ثم يتبع ذلك بالتسبيح، قائلًا: “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.” هذا التسبيح يذكر بكمال الله، مصدر السلام والبركة.
بعد هذه الأذكار، يوجه الإمام وجهه إلى الناس، مخاطبًا المأمومين بتلاوة الشهادة، يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.” ويكرر المأمومون هذا الذكر، مع إضافة بعض العبارات مثل “يحيي ويميت” و”بيده الخير” حسب الاختيار، إذ الأمر في ذلك واسع ومبارك.
بعد هذه الأذكار الأساسية، يُشجع المصلين على تكرار “سبحان الله والحمد لله والله أكبر” ثلاثًا وثلاثين مرة لكل منها، مما يجمع العدد إلى تسع وتسعين تسبيحة. وبعد الوصول للمائة بقول “لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”، ورد عن النبي ﷺ أن هذا الذكر يكفر الخطايا، حتى لو كانت كزبد البحر.
من السنة أيضًا بعد كل صلاة فريضة، قراءة آية الكرسي، التي تُعد من أعظم آيات القرآن، تقي من الشياطين وتحفظ المصلي، ولها فضائل كبيرة في الحماية والثواب. جاء في الأحاديث عن النبي ﷺ أنه قال: من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.
آية الكرسي: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].
يتبع ذلك بقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين، وخصوصًا بعد صلاة المغرب والفجر، حيث تقرأ ثلاث مرات لتأمين حماية أكبر.
هذه الأذكار والأدعية بعد الصلاة تُعد من الأعمال الطيبة التي تزيد من مراتب العباد وتقربهم من ربهم، وتمنحهم السكينة والراحة الروحية، وتقوي علاقتهم بالخالق، سبحانه وتعالى.
خلاصة ونصائح لتحسين الصلاة
الصلاة هي العمود الفقري للإسلام، وتحسين الأداء فيها يرتقي بالحالة الروحية والنفسية للمسلم. إليك بعض النصائح للمحافظة على خشوع في الصلاة:
- التحضير الجيد: ابدأ بالطهارة الكاملة، فالنبي ﷺ قال: “الطهور شطر الإيمان.” اختر مكانًا هادئًا للصلاة لتجنب الملهيات.
- فهم معاني القرآن والأذكار: التعمق في معاني ما تقرأ وتقول خلال الصلاة يساعد في زيادة التركيز والتأمل. قال النبي ﷺ: “صلوا كما رأيتموني أصلي.”
- المداومة على الصلاة في أوقاتها: الحرص على الصلاة في وقتها يعزز الانضباط الروحي، وكما ورد عن النبي ﷺ أن أفضل الأعمال عند الله أداء الصلاة على وقتها.
الصلاة في جماعة
الصلاة في جماعة تعتبر من السنن المؤكدة ولها فضل كبير في الإسلام. الصلاة جماعة تزيد من الأجر وتعزز من روابط المجتمع المسلم.
فضل الصلاة في الجماعة وكيفية أدائها
الصلاة في جماعة لها فضل عظيم كما ورد في الحديث الشريف: “صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.” الأداء يبدأ بتحية المسجد وترتيب الصفوف بشكل مستقيم ومتصل دون فجوات. يجب على الإمام أن يكون عالماً بأحكام الصلاة وقادراً على إمامة الناس بطريقة صحيحة.
من خلال العمل على هذه الجوانب، يمكن للمسلم أن يتقرب أكثر من الله ويحقق السكينة والطمأنينة في حياته.
الخاتمة
أداء الصلاة بشكل صحيح وفقًا للسنة النبوية يعد ركيزة أساسية لكل مسلم يطمح في تحقيق الأجر الأعظم والسكينة الروحية. كيف تصلي صلاة صحيحة خطوة بخطوة؟ الجواب يكمن في التزامك بالتعليمات النبوية والفهم الدقيق لمكونات وأركان الصلاة. من خلال تجنب الأخطاء الشائعة وتقديس الوقت المخصص للصلاة، ستتمكن من تعزيز خشوعك وتقوية اتصالك بالخالق. تذكر دائمًا أن الصلاة ليست مجرد حركات وأقوال، بل هي تجربة روحانية تعينك على مواجهة تحديات الحياة بقلب مطمئن ونفس راضية.
من خلال تطبيق هذه الممارسات في صلاتك اليومية، تضمن لنفسك تجربة صلاة مثالية تفيض بالروحانيات والأجر. فلتكن صلاتك مصدر إلهام لروحك وراحة لقلبك، ومع كل سجدة تقربك أكثر فأكثر من ربك الكريم.